تيفو الوفاء: أنصار المنتخب الجزائري يكرّمون نيلسون مانديلا في لوحة تاريخية

في مشهد استثنائي، سطّرت جمعية أنصار المنتخب الجزائري لكرة القدم واحدة من أروع لوحات الوفاء والاعتراف بالجميل، من خلال “تيفو” مهيب خُصص لتكريم الزعيم العالمي نيلسون مانديلا، خلال إحدى مباريات المنتخب الوطني. وقد حملت هذه اللوحة العملاقة بين طياتها رسائل عميقة تتجاوز حدود الرياضة، لتؤكد مرة أخرى على العلاقة التاريخية والأخوية التي جمعت بين الشعب الجزائري والشعب الجنوب إفريقي، وعلى الدور المحوري الذي لعبته الجزائر في دعم نضال مانديلا ضد نظام الفصل العنصري.

رمزية الصورة

التيفو الذي ظهرت فيه ملامح نيلسون مانديلا مرسومة داخل خريطة إفريقيا، إلى جانب العلم الوطني الجزائري، لم يكن مجرد عرض بصري، بل كان رسالة حضارية وإنسانية عبّرت عن عمق الوعي السياسي والتاريخي لجماهير الجزائر. لقد اختارت الجمعية أن يكون التكريم في قلب المدرجات، حيث ينبض الولاء والروح الوطنية، لتذكر العالم بالدور الريادي للجزائر في دعم القضايا العادلة، وفي مقدمتها قضية التحرر في جنوب إفريقيا.

روح مانديلا في مدرجات الخضر

“هُنا الجزائر، حيث لا ننسى من وقف معنا أو وقفنا معه”، كانت هذه الروح الحقيقية التي ألهمت أنصار المنتخب، فكان اختيار مانديلا كشخصية مكرّمة خلال هذا الحدث بمثابة تجسيد لمعاني الشرف والحرية والكرامة. لقد ظل مانديلا يُعبر في كل مناسبة عن حبه الكبير للجزائر، التي وصفها بأنها “البلد الذي جعل منه رجلًا”، وهي شهادة خالدة تؤكد متانة العلاقة بين البلدين.

العمل الجماعي وراء الكواليس

لا يمكن إنكار حجم الجهد المبذول في تحضير هذا التيفو الذي تطلّب تنسيقًا دقيقًا، وتفانيًا منقطع النظير من قبل شباب الجمعية، الذين أبدعوا في تحويل المدرجات إلى معرض حيّ للتاريخ والنضال. فكل لون، وكل خط، وكل تفصيل في الوجه المرسوم، نُفذ بدقة واحترافية عالية تستحق الاحترام.

الشكر والتقدير

في الختام، لا يسعنا إلا أن نُثمّن عاليًا المجهودات الجبارة التي بذلتها جمعية أنصار المنتخب الوطني، وكل من شارك وساهم في إنجاح هذا العمل الراقي، من مصممين، ومشرفين، ومحبين أوفياء. كما نتوجه بعبارات الشكر الخالصة إلى جميع الأنصار الأوفياء الذين شاركوا في رفع هذه اللوحة وساهموا في إيصال الرسالة إلى العالم أجمع، مؤكدين من جديد أن المدرجات الجزائرية ليست فقط منصة للتشجيع، بل منبر للوعي والانتماء والتاريخ.

تحية فخر واعتزاز لكل من جعل من هذا التكريم لحظة خالدة في ذاكرة الكرة الجزائرية.